سورة طه - تفسير تفسير الواحدي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (طه)


        


{بسحرك يا موسى فلنأتينَّك بسحر مثله} فلنعارضنَّ سحرك بسحرٍ مثله {فاجعل بيننا وبينك موعداً} لمعارضتنا إيَّاك، لا نُخلف ذلك الموعد {نحن ولا أنت} وأراد بالموعد ها هنا موضعاً يتواعدون للاجتماع هناك، وهو قوله: {مكاناً سوى} أَيْ: يكون النَّصف فيما بيننا وبينك.
{قال موعدكم يوم الزينة} أَيْ: وقتُ موعدكم يوم الزِّينة، وهو يوم عيدٍ كان لهم {وأن يحشر الناس ضحى} يريد: يجمع أهل مصر في ذلك اليوم نهاراً، أراد موسى صلوات الله عليه أن يكون أبلغ في الحجَّة، وأشهر ذكراً في الجمع.
{فتولى} فأدبر {فرعون فجمع كيده} حِيَله وسحرته {ثم أتى} الميعاد.
{قال لهم موسى} للسَّحرة: {لا تفتروا على الله كذباً} لا تشركوا مع الله أحداً {فيسحتكم} فيستأصلكم {بعذاب وقد خاب من افترى} خسر مَن ادَّعى مع الله تعالى إلهاً آخر.
{فتنازعوا أمرهم بينهم} فتشاوروا بينهم، يعني: السَّحرة {وأسروا النجوى} تكلَّموا فيما بينهم سرَّاً من فرعون، فقالوا: إنْ غلَبَنا موسى اتَّبعناه.
{قالوا إنَّ هذين لساحران} يعنون: موسى وهارون عليهما السَّلام {يريدان أن يخرجاكم من أرضكم} من مصر ويغلبا عليها {بسحرهما ويذهبا بطريقتكم المثلى} بجماعتكم الأشراف، أَيْ: يصرفا وجوههم إليهما.


{فأجمعوا كيدكم} أي: اعزموا على الكيد من غير اختلافٍ بينكم فيه {ثم ائتوا صفاً} مُجتمعين مصطفِّين؛ ليكون أشدَّ لهيبتكم {وقد أفلح اليوم من استعلى} أَيْ: قد سعد اليوم مَنْ غلب.
{قالوا يا موسى إمَّا أن تلقي} عصاك من يدك إلى الأرض {وإمَّا أن نكون أوَّل من ألقى}.
{قال بل ألقوا} أنتم، فألقوا {فإذا حبالهم وعصيهم} جمع العصا {يخيل إليه} يُشبَّه لموسى {أنها تسعى} وذلك أنَّها تحرَّكت بنوع حيلةٍ وتمويهٍ، وظن موسى أنَّها تسعى نحوه.
{فأوجس} فأضمر {في نفسه خيفة} خوفاً، خاف أن لا يفوز ولا يغلب فلا يُصدَّق، حتى قال الله تعالى له: {لا تخف إنك أنت الأعلى} الغالب.
{وألق ما في يمينك تلقف} تبتلع {ما صنعوا إنّ ما صنعوا} أي: الذي صنعوه {كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى} ولا يسعد السَّاحر حيث ما كان. فألقى موسى عصاه فتلقَّفت كلَّ الذي صنعوه، وعند ذلك أُلقي.
{السحرة سجداً} خرُّوا ساجدين لله تعالى {قالوا آمنا برب هارون وموسى}


{قال آمنتم له} صدّقتموه {قبل أن آذن لكم إنه لكبيركم} معلّمكم {الذي علمكم السحر فلأقطعنَّ أيديكم وأرجلكم من خلاف} اليد اليمنى والرِّجل اليسرى {ولأصلبنكم في جذوع النخل} على رؤوس النَّخل {ولتعلمن أينا أشد عذاباً} أنا أو ربُّ موسى {وأبقى} وأدوم.
{قالوا لن نؤثرك} لن نختار دينك {على ما جاءنا من البينات} اليقين والهدى {والذي فطرنا} ولا نختارك على الذي خلقنا {فاقض ما أنت قاض} فاصنع ما أنت صانعٌ من القطع والصَّلب {إنما تقضي هذه الحياة الدنيا} إنَّما سلطانك وملكك في هذه الحياة الدُّنيا.
{إنَّا آمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا} الشِّرك الذين كنَّا فيه {وما أكرهتنا عليه من السحر} وإكراهك إيانا على تعلُّم السِّحر {والله خير} لنا منك {وأبقى} لأنَّك فانٍ هالكٌ.
{إنَّه مَنْ يأت ربَّه مجرماً} مات على الشِّرك {فإنَّ له جهنم لا يموت فيها} فيستريح بالموت {ولا يحيا} حياةً تنفعه.
{ومَنْ يأته مؤمناً} مات على الإيمان {قد عمل الصالحات} قد أدَّى الفرائض {فأولئك لهم الدرجات العلى} في الجنَّة. وقوله: {جزاء من تزكى} تطهَّر من الشِّرك بقول: لا إله إلاَّ الله.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8